/ الفَائِدَةُ : (20) /
12/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / عُمُوم عِلْم التَّحليل لِجُملةِ العلوم / إِنَّ عِلْمَ التَّحليل يأتي في كُلِّ العلوم ، كعلوم : (المعارف)، و(التَّفسير)، و(الأَخلاق)، و(فقه الفروع)، و(السياسة)، و(القانون)، و(الطب)، و(الأَمن والحسّ الأَمني)، و(الفيزياء)، و(الكيمياء)، و(الرِّياضيات)، و(الهندسة)، و(الفلسفة)، ويأتي أَيضاً في : الشُّبهات ، والحملات المُوَجَّهة : للأُطْرُوحات والمذاهب الدِّينيَّة ، والحوزات الْعِلْمِيَّة ، بل لمُطلق الدِّين ، سواء كان في عَالَمِ السياسة ، أَو عَالَمِ القانون ، أَو الجَدَلِ الْقَانُونِيِّ ، أَو الْمُغَالَطَةِ . هذا هو التَّرادف الْعَقْلِيُّ المُستفاد من صناعة: (تحليل وتركيب المعنىٰ). وهذا النوع من التَّرادف ـ كما تقدَّم ـ لا يتنافىٰ مع مدرسة النَّصِّ، ولا يتنافىٰ مع قاعدة (التَّوقُّفيَّة والتَّوقيتيَّة والتَّعبُّديَّة) الجارية في باب الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة وسائر أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة. وعلىٰ ضدِّه قامت مدرسة السَّقيفة وأَتباعها ، فمِنْ جهةٍ يتمسَّكون بالرأي ، وَمِنْ جهةٍ أُخرىٰ يسدُّون باب الاِجتهاد. بل وکذا عَمِلَت المدارس الفلسفيَّة ، فشعارها وإِن كان حُريَّة الرَّأي ، لكن واقعها الوقوف عند درجةٍ معيَّنةٍ ؛ لأَنَّهم فهموا الحقائق علىٰ وَفِقِ القُدْرة والطَّاقة البشريَّة ؛ وهي محدودةٌ ، ولم يلتفتوا إِلى سَعَةِ وقدرةِ الوحي غير المتناهية. بل وكذا عَمِلَت المدارس العرفانيَّة؛ فإِنَّها تدور مدار المُكاشفات والمُشاهدات بحسب القدرة البشريَّة، وتركت: (الوحي)، و(القدرة الاِصطفائيَّة غير المتناهية وغير المحدودةِ)، و(النُّبُوَّة)، و(الإِمامة الإِلٰهيَّة). وصلى الله على محمد واله الاطهار